تفسير الأعقم - الأعقم  
{وَأَنۡ أَلۡقِ عَصَاكَۚ فَلَمَّا رَءَاهَا تَهۡتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنّٞ وَلَّىٰ مُدۡبِرٗا وَلَمۡ يُعَقِّبۡۚ يَٰمُوسَىٰٓ أَقۡبِلۡ وَلَا تَخَفۡۖ إِنَّكَ مِنَ ٱلۡأٓمِنِينَ} (31)

ثم بيّن حال موسى لما أتى الطور فقال سبحانه : { وأن ألق عصاك } وهذا أمر بالإِلقاء { فلما رآها تهتز } تحرك { كأنها جان } والجان الحيَّة الصغيرة والثعبان الحيَّة العظيمة قيل : انقلبت بإذن الله ثعباناً عظيماً كأنها جان في سرعة حركتها { ولى مدبراً ولم يعقب } لم يرجع إلى ذلك الموضع الذي هرب منه فنودي أن { يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين } وروي أن آدم ( عليه السلام ) هبط بالعصا من الجنة ولم يزل الأنبياء يتوارثونها حتى وقعت إلى شعيب ثم إلى موسى ، وقيل : أخذها جبريل بعد موت آدم وكانت معه حتى لقى بها موسى ليلاً ، وقيل : أودعها شعيباً ملك في صورة رجل فأمر بنته أن تأتيه بعصا فأتت بها فردها سبع مرات فلم يقع في يدها غيرها فدفعها إليه ثم ندم لأنها وديعة فتبعه فاختصما فيها ورضيا أن يحكم بينهما أول طالع فأتاهما الملك فقال : ألقياها فمن رفعها فهي له ، فعالجها الشيخ فلم يطقها ورفعها موسى ، وعن الحسن : ما كانت إلاَّ عصا من الشجر ، وروي أنها من الشجرة التي نودي منها