ثم قال تعالى{[53676]} : { وأن الق عصاك } أي ونودي{[53677]} بأن إلق عصاك ، فألقاها موسى ، فصارت حية تسعى ، فلما رآها موسى{[53678]} تهتز ، أي تتحرك كأنها جان ، الجان{[53679]} نوع معروف من الحيات ، وهي منها عظام { ولى مدبرا }[ 31 ] ، أي هاربا منها{[53680]} { ولم يعقب }[ 31 ] ، أي لم يرجع على عقبيه .
قال{[53681]} قتادة : لم يلتفت{[53682]} من الفرق{[53683]} .
روي{[53684]} : أنه لما ألقاها صارت ثعبانا ، فلم تدع صخرة ولا شجرة إلا ابتلعتها حتى سمع موسى صريف{[53685]} أسنانها ، فحينئذ ولى مدبرا خائفا ، فناداه ربه لا إله إلا هو : { يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الامنين }[ 31 ] ، فذهب عنه الخوف ، وكان سنه في ذلك الوقت أربعين سنة ، ثم أمر بأن يدخل يده{[53686]} في جيبه ، ففعل ، فخرجت نورا ساطعا ، وأمر بضم يده{[53687]} إلى صدره من الخوف ، ففعل فذهب خوفه .
وروي{[53688]} : أنه ليس من خائف يضم{[53689]} يده إلى صدره إلا{[53690]} نقص خوفه ، وقوله{[53691]} : { يا موسى أقبل ولا تخف }[ 31 ] ، أي قال{[53692]} الله : يا موسى أقبل إلي{[53693]} ولا تخف من الذي تهرب منه { إنك من الامنين }[ 31 ] ، من أن تكون{[53694]} تضرك إنما هي عصاك .
قال وهب : وقيل له : ارجع إلى حيث كنت ، فرجع ، فلف ذراعته على يده{[53695]} فقال له الملك : أرأيت إن أراد الله جل ثناؤه أن يصيبك بما تحذر ، أينفعك لف يدك ؟ فقال : ولكني ضعيف{[53696]} خلقت{[53697]} من ضعف ، فكشف يده ، فأدخلها في فم الحية ، فعادت عصا .
وقيل : إنه أدخل يده في فم الحية بأمر الله{[53698]} فعادت عصا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.