اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ} (56)

قوله تعالى : { وَأَقِيمُواْ الصلاة } فيه وجهان :

أحدهما : أنه معطوف على { أَطِيعُواْ الله ( وَأَطِيعُواْ{[121]} ) الرسول } [ النور : 54 ] وليس ببعيدٍ أن يقع بين المعطوف والمعطوف عليه فاصل ، وإن طال ، لأنّ حق المعطوف أن يكون غير المعطوف عليه ، قاله الزمخشري{[122]} . قال شهاب الدين : وقوله : ( لأن حقَّ المعطوف . . . إلى آخره ) لا يظهر عِلَّةً للحكم الذي ادَّعاه{[123]} .

والثاني : أَنَّ قوله : «وَأَقِيمُوا » من باب الالتفات من الغيبة إلى الخطاب ، وحسنه الخطاب في قوله قبل ذلك : «مِنْكُمْ »{[124]} ثم قال : { وَأَطِيعُواْ الرسول لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } أي : افعلوها على رجاء الرحمة .


[121]:- مجاهد بن جبر بإسكان الموحدة، مولى السائب بن أبي السائب أبو الحجاج المكي المقرئ، الإمام، المفسر، روى عن ابن عباس وقرأ عليه قال مجاهد: عرضت على ابن عباس ثلاثين مرة. روى عن الصحابة. وثقه ابن معين وأبو زرعة. ولد سنة 21هـ ، وتوفي بمكة وهو ساجد سنة 102هـ وقيل غير ذلك ينظر الخلاصة: 3/ 10 (6854)، وصفة الصفوة: 2/208-211، وميزان الاعتدال: 3/439-44.
[122]:- عزاه السيوطي في الدر المنصور: (1/20) لوكيع والفريابي في تفسيرهما، وأبي عبيد في "فضائل القرآن"، وعبد بن حميد وابن المنذر في "تفسيره"، وابن الأنباري في "المصاحف"، وأبي الشيخ في "العظمة"، وأبي نعيم في "الحلية" من طرق عن مجاهد.
[123]:-أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، مفسر، من أهل نيسابور، له اشتغال بالتاريخ من كتبه عرائس المجالس، الكشف والبيان في تفسير القرآن توفي 427هـ. ينظر ابن خلكان: 1/2، إنباه الرواة: 1/119، البداية والنهاية: 12/40، آداب اللغة: 2/321، الأعلام: 1/212.
[124]:- محمد بن الحسن بن دريد الأزدي، أبو بكر من أئمة اللغة والأدب، كانوا يقولون: ابن دريد أعلم الشعراء وأشعر العلماء ولد في البصرة في 223هـ. من كتبه الاشتقاق، الجمهرة، المجتبى، الأمالي، اللغات، الوشاح وغيرها توفي 321 هـ. ينظر إرشاد الأريب: 6/483، وفيات الأعيان: 1/497، المزرباني: 461، نزهة الألبا 322، الأعلام: 6/80