اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{يُقَلِّبُ ٱللَّهُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبۡرَةٗ لِّأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ} (44)

ثم قال : { يُقَلِّبُ الله الليل والنهار } يصرفهما في اختلافهما ، ويعاقبهما : يأتي بالليل ويذهب بالنهار ، ويأتي بالنهار ويذهب بالليل قال عليه السلام{[35145]} : «قال الله تعالى : يُؤْذيني ابن آدم ، يَسُبُّ{[35146]} الدهر وأنا الدهر ، بيدي الأمر ، أُقَلِّبُ الليلَ والنهارَ »{[35147]} . وقيل : المراد ولوج{[35148]} أحدهما في الآخر .

وقيل : المراد تغير أحوالهما في الحر والبرد وغيرهما{[35149]} . { إِنَّ فِي ذلك لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأبصار } أي : إن في الذي ذكرت من هذه الأشياء { لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأبصار } البصائر{[35150]} ، أي : دلالة لأهل العقول على قدرة الله وتوحيده{[35151]} .


[35145]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[35146]:في ب: بسبب.
[35147]:أخرجه البخاري (تفسير) 3/187، مسلم (ألفاظ) 4/1762، أبو داود (أدب) 5/423 – 424، أحمد 2/238 – 272.
[35148]:في ب: ولوح. وهو تصحيف.
[35149]:انظر الفخر الرازي 24/15.
[35150]:البصائر: سقط من ب.
[35151]:انظر البغوي 6/132.