ثم قال : { قُلْ أَطِيعُواْ الله ( وَأَطِيعُواْ ){[40]} الرسول فَإِن تَوَلَّوْاْ } أي : عن طاعة الله ورسوله «فَإِنَّمَا عَلَيْه » أي : على الرسول «مَا حُمِّلَ » كلِّف وأمر به من تبليغ الرسالة { وَعَلَيْكُمْ مَّا حُمِّلْتُمْ } من الإجابة والطاعة{[41]} . وقرأ نافع في رواية : { فَإنَّمَا عَلَيْهِ مَا حَمل } بفتح الحاء والتخفيف أي : فعليه إثم ما حمل من المعصية{[42]} .
{ وَإِن تُطِيعُوهُ{[43]} تَهْتَدُواْ } أي : تصيبوا الحق ، وإن عصيتموه ، ف { مَا عَلَى الرسول إِلاَّ البلاغ المبين } ، و «البَلاَغُ » بمعنى : التبليغ . و «المُبِينُ » : الواضح{[44]} .
قوله : «فَإِنْ تَوَلَّوا » يجوز أن يكون ماضياً ، وتكون الواو ضمير الغائبين ويكون في الكلام التفات من الخطاب إلى الغيبة ، وحسَّن الالتفات هنا كونه لم يواجههم بالتولِّي والإعراض ، وأن يكون مضارعاً حذفت إحدى تاءيه ، والأصل : «تَتَوَلَّوا »{[45]} ، ويُرَجّح هذا قراءة البزِّيِّ : بتشديد ( التاء{[46]} «فَإنْ ) {[47]} تَّولَّوا » . وإن كان بعضهم يستضعفها للجمع بين ساكنين على غير حدِّهما . .
ويرجّحه أيضاً الخطاب في قوله : { وَعَلَيْكُمْ مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُواْ } ، ودعوى الالتفات من{[48]} الغيبة إلى الخطاب ثانياً بعيد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.