قوله : { وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى الله } قرأ عَليٌّ ( والسُّلَمِيُّ{[42548]} ) «يُسَلِّمْ » بالتشديد{[42549]} ، لما بين حال المشرك والمجادل{[42550]} في الله بين حال المستسلم المسلم لأمر الله وقوله : «وَهُو مُحْسِنٌ » أي لله يعني يخلص دينه لله ويفوض أمره إليه وهو محسن في عمله { فَقَدِ استمسك بالعروة الوثقى } أي اعتصم بالعهد الأوثق الذي لا يخاف انقطاعه لأن أوثق العُرَى جانب الله ، فإن كل ما عداه هالك منقطع وهو باقٍ لا انقطاع له { وإلى الله عَاقِبَةُ الأمور } يعني فقد استمسك بالعروة التي توصله إلى الله لأن عاقبةَ كُلِّ شيء إليه .
فإن قيل : كيف قال هَهُنَا : { وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى الله } ( فعداه «بإلى »{[42551]} وقال في البقرة : { بلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للَّهِ } ) فعداه باللاّم ؟ فقال الزمخشري : أَسْلَمَ لِلّه{[42552]} أي إلى الله يعني أنَّ «أَسْلَمَ » يتعدى تارة «باللام » وتارة «بإلى » كما يتعدى «أرسل » تارة باللام ، وتارة «بإلى » قال تعالى : { وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ } [ النساء : 79 ] وقال : { كَمَا أَرْسَلْنا إلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً } [ المزمل : 15 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.