قوله تعالى : { أَلَمْ تَرَوْاْ أَنَّ الله سَخَّرَ لَكُمْ . . . } الآية ( أي ){[42526]} سخر لأجلكم ما في السماوات والقمرَ والنجومَ مسخراتٍ بأمره وفيها الفوائد لعباده وسخر ما في الأرض لأجل عباده .
قوله : { وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ } قرأ نافعٌ وأبُو عَمْروٍ وحفصٌ ( نِعَمَهُ ) جمعُ نِعْمَةٍ مضافاً لها الضمير «فظَاهِرةً » حال{[42527]} منها ، والباقون «نِعْمَةً » بسكون{[42528]} العين ، وتنوين تاء التأنيث ، اسم جنس يراد به الجمع كقوله : { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ الله لاَ تُحْصُوهَا } [ إبراهيم : 34 ] و [ النحل : 18 ] فظاهرةً ( نعت ){[42529]} لها ، وقرأ ابن عباس ويحيى بن عمارة{[42530]} «وأصْبَغَ » بإبدال السين صاداً{[42531]} وهي لغة كلْبٍ{[42532]} ، يفعلون ذلك مع الغَيْنِ والخَاءِ والقَافِ ، وتقدم نظير هذه الجمل كلها في البقرة{[42533]} .
قال عكرمة عن ابن عباس النعمة الظاهر الإسلام ، والقرآن ، والباطنة ما ستر عليك من الذنوب ، ولم يعجل{[42534]} عليك بالنقمة ، وقال الضحاك : الظاهرة حُسْن{[42535]} الصورة وتسويةُ الأعضاء ، والباطنة المعرفة ، وقال مقاتل : الظاهرة تسوية الخِلْقَة ، والرزق ، والإسلام والباطنة : ما ستر عليك من الذنوب{[42536]} وقال الربيع{[42537]} الظاهرة الجوارح ، والباطنة القلب{[42538]} ، وقيل : الظاهرة تمام الرزق والباطنة حُسْنُ{[42539]} الخُلُق ، وقال عطاء : الظاهرة تخفيف الشرائع ، والباطنة الشفاعة{[42540]} ، وقال مجاهد : الظاهرة ظهور الإسلام والنصر على الأعداء والباطنة الإمداد{[42541]} بالملائكة ، وقيل : الظاهرة الإمداد بالملائكة والباطنة إلقاء الرعب في قلوب الكفار{[42542]} ، وقال سَهْلُ{[42543]} بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : الظاهرة : اتِّباع الرسول والباطنة محبته .
قوله : { وَمِنَ الناس مَن يُجَادِلُ فِي الله ( بِغَيْرِ عِلْمٍ } نزلت في النضر بن{[42544]} الحَرثِ ، وَأُبيِّ بن خلف وأشباههم كانوا يجادلون النبي - صلى الله عليه وسلم - ) وفي صفاته " بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير " أي بغير هدى أرسلناه إليه ( وحياً{[42545]} ولا بكتاب يتلى عليه وعظاً )
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.