اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَإِنَّا لَنَحۡنُ ٱلصَّآفُّونَ} (165)

قوله : { وَإِنَّا لَنَحْنُ الصآفون وَإِنَّا لَنَحْنُ المسبحون } مفعول «الصافون والمسبحون » يجوز أن يكون مراداً أي الصافون أقْدَامنَا وأجْنِحَتَنَا ، والمسبِّحون اللَّهَ تعالى ، وأن لا يُرادَ البتة أي نحن من أهل هذا الفعل .

فعلى الأول يفيد الحصر ومعناه أنهم هم الصافون في مواقف العُبُودِية لا غيرهم وذلك يدل على أنَّ طاعات البشر بالنسبة إلى طاعات الملائكة كالعَدَم حتى يَصِحَّ هذا الحصر .

قال ابن الخطيب : وكيف يجوز مع هذا الحصر أن يقال : البشر أقربُ درجةً من الملك فضلاً عن أن يقال : هم أفضل منه أم لا ؟ ! .

قال قتادة : قوله : { وَإِنَّا لَنَحْنُ الصآفون } هم الملائكة صَفُّوا أقْدَامَهُمْ ، وقال الكلبي : صفوف الملائكة في السماء كصفوف الناس في الأرض .