اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{مَآ أَنتُمۡ عَلَيۡهِ بِفَٰتِنِينَ} (162)

«وما » نافية و «أَنْتُمْ » اسمها أو مبتدأ . و «أنتم » فيهِ تغليب المخاطب على الغائب إذ الأصلُ فإنَّكُمْ ومَعْبُودكُمْ ما أنتم وَهُو ؛ فغلب الخطاب ( و ) «عَلَيْهِ » متعلق بقوله «بفَاتِنِينَ » والضمير عائد على «مَا تَعْبُدُونَ » بتقدير حذف مضاف وضمن «فاتنين » معنى حاملين على عبادته إلا الذي سبق في علمه أنَّه من أهل صَلْي الجَحِيم و «من » مفعول بفَاتِنينَ . والاستثناء مفرغ .

الثاني : أنه مفعول معه وعلى هذا فيحسن السكوت على تعبدون كما يحسن في قولك : إنَّ كُلَّ رَجُل وَضَيْعَتَهُ . وحكى الكسائي :( إنَّ كُلَّ ثُوْبٍ وثمَنَهُ ، والمعنى إنكم مع معبودكم مقرنون ) كما تقدر ذلك في كل رجل وضيعته مقترنان . وقوله : { مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ } : مستأنف أي ما أنتم على ما تعبدون بفاتنين أو بحاملين على الفِتنة ،