اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{سُبۡحَٰنَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلۡعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ} (180)

ثمَّ إنَّهُ تعالى ختم السورة بتنزيه نفسه عن كل ما لا يليق بصفات الإلهيّة فقال : { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العزة } أي الغلبة والقوة ، أضاف الربَّ إلى العزة لاختصاصه بها كأنه قيل : ذُو العِزَّة ، كما تقول : صاحب صدق لاختصاصه به . وقيل : المراد بالعزة المخلوقة الكائنة بيْن خلقه .

ويترتب على القولين مسألة اليمين .

فصل :

قوله : { رَبِّ العزة } الربوبية إشارة إلى كمال الحكمة والرحمة والعزة إشارة إلى كمال القدرة ، فقوله : «رب العزة » يدل على أنه القادر على جميع الحوادث ، لأن الألف واللام في قوله : «العزة » يفيد الاستغراق وإذا كان الكل ملكاً له لم يبق لغيره شيء فثبت أن قوله : { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العزة عَمَّا يَصِفُونَ } كلمة محتوية على أقصى الدرجات وأكمل النهايات .