اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{هُدٗى وَذِكۡرَىٰ لِأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ} (54)

{ هُدًى وذكرى لأُوْلِي الألباب } يعنى أنه تعالى لما أنزل التوراة على موسى بقي ذلك العِلْمُ فيهم وتَوارَثُوهُ خَلَفاً عن سَلَفٍ .

وقيل : المراد سائر{[48338]} الكتب التي أنزلها الله عليهم ، وهي كتب أنبياء بني إسرائيل كالتوراة والإنجيل والزَّبُور .

قوله : «هُدًى وَذِكْرَى » فيهما وجهان :

أحدهما : أنهما مفعول من أجْلِهِمَا أي لأجل الهُدَى والذكر .

والثاني : أنهما مصدران في موضع الحال{[48339]} .

والفرق بين الهدى والذكرى ، أن الهدى ما يكون دليلاً على الشيء وليس من شرطه أن يذكر شيئاً آخر كان معلوماً ثم صار مَنْسِيًّا ، وأما الذكرى فهو الذي يكون كذلك ، فكتب أنبياء الله تعالى مشتملة على هذين القسمين بعضها دلائل في أنفسها ، وبعضها مذكرات لما ورد في الكتب الإلهية المقتدمة{[48340]} .


[48338]:الفخر الرازي 27/77 فقد نقل هذه الأقوال مجتمعة.
[48339]:ذكر هذين الإعرابين الزمخشري في الكشاف 3/432 والسمين في الدر 4/705.
[48340]:الرازي المرجع السابق.