الآية 54 وقوله تعالى : { وأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ } { هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ } ويحتمل قوله { الكتاب } التوراة خاصة ، ويحتمل التوراة وسائر الكتب التي كانت فيهم إن ذُكر الكتاب بالألف واللام ، ويحتمل الجنس والعهد ، فيجوز الصرف إلى التوراة لمكان العهد ، ويجوز الصّرف إلى الجميع لمكان الجنس ، والله أعلم .
وفي الآية دلالة أن لا جميع كتب الله التي أُنزلت فيهم غُيّرت ، وبُدّلت ، بل فيها{[18310]} ما لم يغيّر{[18311]} ، ولم يبدّل حين{[18312]} قال : { وأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ } { هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ } .
ثم قوله تعالى : { هدى } هو ما ذكرنا أن جميع كتب الله تعالى هدى من الضلالة إلى الرشد وبيان{[18313]} لما لله عليهم وما لبعض على بعض .
وقوله تعالى : { وذكرى } قال بعضهم : موعظة ، وقال بعضهم : تفكّروا لأهل اللّب والعقل .
وجائز { وذكرى } أي ما ذكر ما سبق ، أي يذكّرهم ما نسوا .
وقوله تعالى : { لأولي الألباب } لأن أهل اللّب ، هم الذين يتفكرون ، ويتأمّلون فيه ، أو أن أهل اللّب ، هم المنتفعون بالذكرى . وما ذُكّروا ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.