اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{يَوۡمَ لَا يَنفَعُ ٱلظَّـٰلِمِينَ مَعۡذِرَتُهُمۡۖ وَلَهُمُ ٱللَّعۡنَةُ وَلَهُمۡ سُوٓءُ ٱلدَّارِ} (52)

قوله «يَوْمَ » بدل من «يوم » قبله ، أو بيان له ، أو نصب بإضمار أَعْنِي{[48335]} .

وتقدم الخلاف في قوله «يَنْفَع الظَّالِمِينَ » بالياء والتاء آخر الروم . والمعنى لا ينفع الظالمين معذرتهم إن اعتذروا «ولهم اللعنة » البعد من الرحمة ، وهذا يفيد الحصر{[48336]} {[48337]} يعني أن اللعنة مقصورة عليهم ، وهي الإهانة والإذلال { وَلَهُمْ سواء الدار } يعني جهنم .

فإن قيل : قوله : { لا ينفع الظالمين معذرتهم } يدل على أنهم يذكرون الأعذار ، ولكن تلك الأعذار لا تنفعهم فكيف الجمع بين هذا وبين قوله : { وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ } [ المرسلات : 36 ] ؟

فالجواب : قوله { لا ينفع الظالمين معذرتهم } لا يدل على أنهم ذكروا الأعذار بل ليس فيه إلا أنه ليس عندهم عذر مقبول ، وهذا لا يدل على أنهم ذكروه أم لا وأيضاً فيوم القيامة يوم طويل فيعتذرون في وقت ولا يعتذرون في وقت آخر .


[48335]:قال بالبدلية الزمخشري في كشافه 3/432 والعكبري في التبيان 1021 وقال بالثلاثة السمين 4/705.
[48336]:قاله الرازي في مرجعه السابق.
[48337]:نقله الإمام الكبير البغوي 6/97.