مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي [إخفاء]  
{تِلۡكَ إِذٗا قِسۡمَةٞ ضِيزَىٰٓ} (22)

قوله تعالى : { تلك إذا قسمة ضيزى } فيه مسائل :

المسألة الأولى : ( تلك ) إشارة إلى ماذا ؟ نقول إلى محذوف تقديره تلك القسمة قسمة ضيزى أي غير عادلة ، ويحتمل أن يقال معناه تلك النسبة قسمة وذلك لأنهم ما قسموا وما قالوا لنا البنون وله البنات ، وإنما نسبوا إلى الله البنات وكانوا يكرهونهن كما قال تعالى : { ويجعلون لله ما يكرهون } فلما نسبوا إلى الله البنات حصل من تلك النسبة قسمة جائزة وهذا الخلاف لا يرهق .

المسألة الثانية : { إذا } جواب ماذا ؟ نقول يحتمل وجوها : ( الأول ) نسبتكم البنات إلى الله تعالى إذا كان لكم البنون قسمة ضيزى ( الثاني ) نسبتكم البنات إلى الله تعالى مع اعتقادكم أنهن ناقصات واختياركم البنين مع اعتقادكم أنهم كاملون إذا كنتم في غاية الحقارة والله تعالى في نهاية العظمة قسمة ضيزى ، فإن قيل ما أصل { إذا } ؟ قلنا هو إذا التي للظرف قطعت الإضافة عنها فحصل فيها تنوين وبيانه هو أنك تقول آتيك إذا طلعت الشمس فكأنك أضفت إذا لطلوع الشمس وقلت آتيك وقت طلوع الشمس ، فإذا قال قائل آتيك فتقول له إذن أكرمك أي إذا أتيتني أكرمك فلما حذفت الإتيان لسبق ذكره في قول القائل أتيت بدله بتنوين وقلت إذن كما تقول : وكلا آتيناه .

المسألة الثالثة : { ضيزى } قرئ بالهمزة وبغير همزة وعلى الأولى هي فعلى بكسر الفاء كذكرى على أنه مصدر وصف به كرجل عدل أي قسمة ضائزة وعلى القراءة الثانية هي فعلى وكان أصلها ضوزى لكن عين الكلمة كانت يائية فكسرت الفاء لتسلم العين عن القلب كذلك فعل ببيض فإن جمع أفعل فعل تقول أسود وسود وأحمر وحمر وتقول أبيض وبيض وكان الوزن بيض وكان يلزم منه قلب العين فكسرت الباء وتركت الباء على حالها ، وعلى هذا ضيزى للمبالغة من ضائزة ، تقول فاضل وأفضل وفاضلة وفضلى وكبير وأكبر وكبيرى وكبرى كذلك ضائز وضوز وضائزة وضوزى على هذا نقول أضوز من ضائز وضيزى من ضائزة ، فإن قيل قد قلت من قبل إن قوله { أم له البنات ولكم البنون } ليس بمعنى إنكار الأمرين بل بمعنى إنكار الأول وإظهار النكر بالأمر الثاني ، كما تقول أتجعلون لله أندادا وتعلمون أنه خلق كل ما سواه فإنه لا ينكر الثاني ، وهاهنا قوله { تلك إذا قسمة ضيزى } دل على أنه أنكر الأمرين جميعا نقول قد ذكرنا هناك أن الأمرين محتملان : أما إنكار الأمرين فظاهر في المشهور ، أما إنكار الأول فثابت بوجوه ، وأما الثاني فلما ذكرنا أنه تعالى قال كيف تجعلون لله البنات وقد صار لكم البنون بقدرته كما قال تعالى : { يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور } خالق البنين لكم لا يكون له بنات ، وأما قوله { تلك إذا قسمة ضيزى } فنقول قد بينا أن تلك عائدة إلى النسبة أي نسبتكم البنات إلى الله تعالى مع أن لكم البنين قسمة ضائزة فالمنكر تلك النسبة وإن كان المنكر القسمة نقول يجوز أن يكون تقديره أيجوز جعل البنات لله تعالى كما أن واحدا إذا كان بينه وبين شريكه شيء مشترك على السوية فيأخذ نصفه لنفسه ويعطي من النصف الباقي نصفه لظالمه ونصفه لصاحبه فقال هذه قسمة ضائزة لا لكونه أخذ النصف فذلك حقه بل لكونه لم يوصل إليه النصف الباقي .

 
المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{تِلۡكَ إِذٗا قِسۡمَةٞ ضِيزَىٰٓ} (22)

22- تلك - إذن - قسمة جائرة ، إذ تجعلون لله ما تكرهون .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{تِلۡكَ إِذٗا قِسۡمَةٞ ضِيزَىٰٓ} (22)

إنها إذن قسمة غير عادلة قسمتكم بين أنفسكم وبين الله ! ( تلك إذن قسمة ضيزى ! ) . .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{تِلۡكَ إِذٗا قِسۡمَةٞ ضِيزَىٰٓ} (22)

{ تلك إذا قسمة ضيزى } جائرة حيث جعلتم له ما تستنكفون منه وهي فعلى من الضيز وهو الجور ، لكنه كسر فاؤه لتسلم الياء كما فعل في بيض فإن فعلى بالكسر لم تأت وصفا . وقرأ ابن كثير بالهمز من ضأزه إذا ظلمه على أنه مصدر نعت به .

 
لطائف الإشارات للقشيري - القشيري [إخفاء]  
{تِلۡكَ إِذٗا قِسۡمَةٞ ضِيزَىٰٓ} (22)

ثم وبَّخَهم فقال : أرأيتم كيف تختارون لأنفسكم البنين وتنسبون البنات إلى الله ؟ تلك إذاً قسمةٌ ناقصةٌ !

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{تِلۡكَ إِذٗا قِسۡمَةٞ ضِيزَىٰٓ} (22)

{ قسمة ضيزى } وقرئ " ضزى " أي جائرة أو منقوصة حيث جعلتم له تعالى ما تستنكفون منه . يقال : ضاز في حكمه ، جار . وضازه حقه يضيزه ويضوزه ضيزا : نقصه وبخسه . وضأزه – كمنعه – بمعناه .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{تِلۡكَ إِذٗا قِسۡمَةٞ ضِيزَىٰٓ} (22)

ضِيزى : جائرة ، يقال : ضاز يضيز ضيزا : اعوجّ وجار ، وضازه حقَّه ظَلَمه .

إن هذه القسمة جائرة ، وغير عادلة .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{تِلۡكَ إِذٗا قِسۡمَةٞ ضِيزَىٰٓ} (22)

{ تِلْكَ } إشارة إلى القسمة المنفهمة من الجملة الاستفهامية { إِذاً قِسْمَةٌ ضيزى } أي جائرة حيث جعلتم له سبحانه ما تستنكفون منه وبذلك فسر ضيزى ابن عباس . وقتادة ، وفي معناه قول سفيان منقوصة ، وابن زيد مخالفة ، ومجاهد . ومقاتل عوجاء ، والحسن غير معتدلة ، والظاهر أنه صفة ، واختلف في يائه فقيل : منقلبة عن واو ، وقيل : أصلية ، ووزنه فعلى بضم الفاء كحبلى وأنثى ، ثم كسرت لتسلم الياء كما فعل ذلك في بيض جمع أبيض فإن وزنه فعل بضم الفاء كحمر ثم كسرت الفاء لما ذكر ومثله شائع ، ولم يجعل وزنه فعلى بالكسر ابتداءاً لما ذهب إليه سيبويه من أن فعلى بالكسر لم يجيء عن العرب في الصفات وجعله بعضهم كذلك متمسكاً بورود ذلك . فقد حكى ثعلب مشية حيكى ، ورجل كيصى ، وغيره امرأة عز هي وامرأة سعلى ، ورد بأنه من النوادر والحمل على الكثير المطرد في بابه أولى ، وأيضاً يمكن أن يقال في حيكى وكيصى ما قيل في ضيزى ؛ ويمنع ورود عز هي وسعلى فإن المعروف عزهاة وسعلاة ، وجوز أن يكون ضيزى فعلى بالكسر ابتداءاً على أنه مصدر كذكرى ووصف به مبالغة ، ومجيء هذا الوصف في المصادر كما ذكر ، والأسماء الجامدة كدفلى وشعرى ، والجموع كحجلى كثير ، وقرأ ابن كثير ضئزى بالهمز على أنه مصدر وصف به ، وجوز أن يكون وصفاً وهو مضموم عومل معاملة المعتل لأنه يؤول إليه . وقرأ ابن زيد ضيزى بفتح الضاد وبالياء على أنه كدعوى أو كسكرى ، ويقال ضؤزى بالواو والهمز وضم الفاء ؛ وقد حكى الكسائي ضأز يضأز ضأزاً بالهمز وأنشد الأخفش

: فإن تنأ عنها تقتنصك وإن تغب *** فسهمك ( مضؤز ) وأنفك راغم

والأكثر ضاز بلا همز كما في قول امرىء القيس

: ( ضازت ) بنو أسد بحكمهم *** إذ يجعلون الرأس كالذنب

وأنشده ابن عباس على تفسيره السابق .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{تِلۡكَ إِذٗا قِسۡمَةٞ ضِيزَىٰٓ} (22)

شرح الكلمات :

{ تلك إذاً قسمة ضيزى } : أي قسمتكم هذه إذاً قسمة ضيزى أي جائرة غير عادلة ناقصة غير تامة .

المعنى :

إذا كان الأمر على ما رأيتم فإنها قسمة ضيزى أي جائرة غير عادلة وناقصة غير تامة فكيف ترضونها لمن عبدتم الأصنام من أجل التوسل بها إليه لقضى حوائجكم ؟ .

الهداية

من الهداية :

- التنديد بالشرك والمشركين وتسفيه أحلامهم لعبادتهم أسماء لا مسميات لها في الخارج إذ تسمية حجراً إلهاً لن تجعله إلهاً

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{تِلۡكَ إِذٗا قِسۡمَةٞ ضِيزَىٰٓ} (22)

{ تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى } أي : ظالمة جائرة ، [ وأي ظلم أعظم من قسمة ] تقتضي تفضيل العبد المخلوق على الخالق ؟ [ تعالى عن قولهم علوا كبيرا ] .