ثم ذكر سبحانه أن هذه التسمية والقسمة المفهومة من الاستفهام قسمة جائرة ، فقال : { تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضيزى } قرأ الجمهور { ضِيْزَى } بياء ساكنة بغير همزة ، وقرأ ابن كثير بهمزة ساكنة ، والمعنى : أنها قسمة خارجة عن الصواب جائرة عن العدل مائلة عن الحق . قال الأخفش : يقال : ضاز في الحكم : أي جار ، وضازه حقه يضيزه ضيزاً : أي نقصه وبخسه ، قال : وقد يهمز ، وأنشد :
فإن تَنْأَ عَنَّا نَنْتِقصْك وإِن تَغِبْ *** فحقك مضئوز وَأنفُكَ رَاغِمُ
وقال الكسائي : ضاز يضيز ضيزاً ، وضاز يضوز ضوزاً : إذا تعدى وظلم وبخس وانتقص ، ومنه قول الشاعر :
ضازَتْ بنو أَسدٍ بِحُكمِهِم *** إِذْ يَجْعَلُون الرأسَ كالذَّنَبِ
قال الفراء : وبعض العرب يقول : «ضئزى » بالهمز ، وحكى أبو حاتم عن أبي زيد أنه سمع العرب تهمز ضيزى ، قال البغوي : ليس في كلام العرب فعلى بكسر الفاء في النعوت إنما تكون في الأسماء مثل ذكرى ، قال المؤرج : كرهوا ضم الضاد في ضيزى ، وخافوا انقلاب الياء واواً وهي من بنات الواو ، فكسروا الضاد لهذه العلة كما قالوا في جمع أبيض : بيض ، وكذا قال الزجاج : وقيل : هي مصدر كذكرى ، فيكون المعنى : قسمة ذات جور وظلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.