الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{تِلۡكَ إِذٗا قِسۡمَةٞ ضِيزَىٰٓ} (22)

{ تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى } روى القواس والبزي عن ابن كثير بالهمز . الباقون بغير همز ، وقال ابن عباس وقتادة : يعني قسمة جائرة حيث جعلتم لربّكم من الولد ما تكرهون لأنفسكم . مجاهد ومقاتل : عوجاً . الحسن : غير معتدلة . ابن سيرين : غير مستوية أن يكون لهم الذكور ولله الإناث . الضحاك : ناقصة . سفيان منقوصة . ابن زيد : مخالفة .

قال الكسائي : يقال فيه : ضاز يضيز ضيزاً . ضاز يضوز ضوزاً . ضاز يضاز ضأزاً إذا ظلم ونقص . قال الشاعر :

ضازت بنو أسد بحكمهم *** إذ يجعلون الرأس كالذَّنَبِ

وأنشد الأخفش :

فإن تَنأَ عنا ننتقصْك وإن تغبْ *** فسهمك مضئوز وأنفك راغم

وتقدير ضيزى من الكلام فعلى بضم الفاء ؛ لأنها صفة من الصفات ، والصفات لا تكون إلاّ ( فُعلى ) بضم الفاء ، نحو : حُبلى وأُنثى ويُسرى ، أو ( فَعلى ) بفتح الفاء نحو : غَضبى وسَكرى وعَطشى ، وليس في كلام العرب ( فعِلى ) بكسر الفاء في النعوت ، إنّما يكون في الأسماء نحو : دفرى ، وذكرى وشعرى .

قال المؤرخ : كرهوا ضم الضاد وخافوا انقلاب الياء واواً وهو من بنات الياء فكسروا الضاد لهذه العلّة ، كما قالوا في جمع أبيض : بيض ، والأصل بوض مثل : حمر وصفر ، وأما من قال : ضاز يضوز فالاسم منه ضوزى مثل شورى .