الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{تِلۡكَ إِذٗا قِسۡمَةٞ ضِيزَىٰٓ} (22)

ثم قال تعالى على جهة الإنكار : { تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضيزى } أي : عوجاء ؛ قاله مجاهد ، وقيل : جائرة قاله ابن عباس ، وقال سفيان : معناه : منقوصة ، وقال ابن زيد : معناه : مخالفة ، والعرب تقول : ضِزْتُهُ حَقَّهُ أَضِيزُهُ بمعنى : منعته ، وضِيزَى من هذا التصريف ؛ قال أبو حيان : و{ الثالثة الأخرى } صفتان لمناة ؛ للتأكيد ، قيل : وأُكِّدَتْ بهذين الوصفين ؛ لِعَظَمِهَا عندهم ، وقال الزمخشري : و( الأخرى ) ذَمٌّ ، وهي المتأخرة الوضيعة المقدارِ ، وتُعُقِّبَ بأنَّ أخرى مُؤنث آخر ، ولم يُوضَعَا لِلذَّمِ ولا للمدح .

( ت ) : وفي هذا التعقب تعسف ، والظاهر أَنَّ الوصفين معاً سِيقَا مَسَاقَ الذَّمِّ ؛ لأَنَّ هؤلاءِ الكُفَّارِ لم يكتفوا بضلالهم في اعتقادهم ما لا يجوز في اللات والعزى ، إِلى أَنْ أضافوا إلى ذلك مَنَاةَ الثالثة الأخرى الحقيرة ، وكُلُّ أصنامهم حقير ، انتهى .