روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{ءَأَنتُمۡ تَخۡلُقُونَهُۥٓ أَمۡ نَحۡنُ ٱلۡخَٰلِقُونَ} (59)

{ ءأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ } أي تقدرونه وتصورونه بشراً سوياً تام الخلقة ، فالمراد خلق ما يحصل منه على أن في الكلام تقديراً أو تجوزاً ، وجوز إبقاء ذلك على ظاهره أي { أأنتم تَخْلُقُونَهُ } وتنشئون نفس ذات ما تمنونه { أَم نَحْنُ الخالقون } له من غير دخل شيء فيه وأرأيتم قد مر الكلام غير مرة فيه ، ويقال هنا : إن اسم الموصول مفعوله الأول والجملة الاستفهامية مفعوله الثاني ، وكذا يقال فيم بعد من نظائره وما يعتبر فيه الرؤية بصرية تكون الجملة الاستفهامية فيه مستأنفة لا محل لها من الإعراب ، وجوز في أنتم أن يكون مبتدأ ، والجملة بعده خبره ، وأن يكون فاعلاً لفعل محذوف والأصل أتخلقون فلما حذف الفعل انفصل الضمير ، واختاره أبو حيان ، و { أَمْ } قيل : منقطعة لأن ما بعدها جملة فالمعنى بل أنحن الخالقون على أن الاستفهام للتقرير ، وقال قوم من النحاة : متصلة معادلة للهمزة كأنه قيل : { تَخْلُقُونَهُ أَم نَحْنُ الخالقون } ثم جيء بالخالقون بعد بطريق التأكيد لا بطريق الخبرية أصالة .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ءَأَنتُمۡ تَخۡلُقُونَهُۥٓ أَمۡ نَحۡنُ ٱلۡخَٰلِقُونَ} (59)

فهل أنتم خالقون ذلك المني وما ينشأ منه ؟ أم الله تعالى الخالق الذي خلق فيكم من الشهوة وآلتها من الذكر والأنثى ، وهدى كلا منهما لما هنالك ، وحبب بين الزوجين ، وجعل بينهما من المودة والرحمة ما هو سبب للتناسل .