نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{ءَأَنتُمۡ تَخۡلُقُونَهُۥٓ أَمۡ نَحۡنُ ٱلۡخَٰلِقُونَ} (59)

ولما كانت العبرة بالمسبب لا بالسبب ، نبه على ذلك بتجديد الإنكار تنبيهاً على أنهم وإن كانوا معترفين بتفرده بالإبداع ، فإن إنكارهم للبعث مستلزم لإنكارهم لذلك فقال : { ءأنتم تخلقونه } أي{[62164]} توجدونه مقدراً{[62165]} على ما هو عليه من الاستواء والحكمة بعد خلقه من صورة النطفة إلى صورة العلقة ثم من صورة العلقة إلى صور المضغة ثم منها إلى صورة العظام والأعصاب { أم نحن } خاصة . ولما كان المقام لتقرير المنكرين ذكر{[62166]} الخبر المفهوم من السياق على وجه أفهم أن التقدير : أو أنتم الخالقون له أم نحن ؟ فقال : {[62167]}بل نحن{[62168]} { الخالقون * } أي الثابت لنا ذلك ، فالآية من الاحتباك : ذكر أولاً { تخلقون } دليلاً على حذف مثله له سبحانه ثانياً ، وذكر الاسم ثانياً{[62169]} دليلاً على حذف مثله لهم أولاً ، وسر ذلك أنه ذكر{[62170]} ما هو الأوفق لأعمالهم مما{[62171]} يدل على وقت التجدد ولو{[62172]} وقتاً ما ، وما هو الأولى بصفاته سبحانه مما يدل على الثبات والدوام .


[62164]:- من ظ، وفي الأصل: تجدونه مقدورا.
[62165]:- من ظ، وفي الأصل: تجدونه مقدورا.
[62166]:- من ظ، وفي الأصل: أكد.
[62167]:- سقط ما بين الرقمين من ظ.
[62168]:- سقط ما بين الرقمين من ظ.
[62169]:- زيد من ظ.
[62170]:- زيد من ظ.
[62171]:- من ظ، وفي الأصل: ما.
[62172]:- زيد من ظ.