ولما كانت العبرة بالمسبب لا بالسبب ، نبه على ذلك بتجديد الإنكار تنبيهاً على أنهم وإن كانوا معترفين بتفرده بالإبداع ، فإن إنكارهم للبعث مستلزم لإنكارهم لذلك فقال : { ءأنتم تخلقونه } أي{[62164]} توجدونه مقدراً{[62165]} على ما هو عليه من الاستواء والحكمة بعد خلقه من صورة النطفة إلى صورة العلقة ثم من صورة العلقة إلى صور المضغة ثم منها إلى صورة العظام والأعصاب { أم نحن } خاصة . ولما كان المقام لتقرير المنكرين ذكر{[62166]} الخبر المفهوم من السياق على وجه أفهم أن التقدير : أو أنتم الخالقون له أم نحن ؟ فقال : {[62167]}بل نحن{[62168]} { الخالقون * } أي الثابت لنا ذلك ، فالآية من الاحتباك : ذكر أولاً { تخلقون } دليلاً على حذف مثله له سبحانه ثانياً ، وذكر الاسم ثانياً{[62169]} دليلاً على حذف مثله لهم أولاً ، وسر ذلك أنه ذكر{[62170]} ما هو الأوفق لأعمالهم مما{[62171]} يدل على وقت التجدد ولو{[62172]} وقتاً ما ، وما هو الأولى بصفاته سبحانه مما يدل على الثبات والدوام .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.