قوله : { أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ } . يجوز فيه وجهان{[54963]} :
أحدهما : أنه فاعل فعل مقدر ، أي : «أتَخْلُقُونهُ » فلما حذف الفعل لدلالة ما بعده عليه انفصل الضَّمير ، وهذا من باب الاشتغال .
والثاني : أن «أنْتُم » مبتدأ ، والجملة بعده خبر .
والأول أرجح لأجل أداةِ الاستفهام .
وقوله : «أمْ » يجوز فيها وجهان{[54964]} :
أحدهما : أنها منقطعة ؛ لأنَّ ما بعدها جملة ، وهي إنما تعطف المفردات .
وأجابوا عن وُقوع الجملة بعدها بأن مجيء الخبر بعد «نحن » أتي به على سبيل التَّوكيد ؛ إذ لو قال : «أمْ نَحْنُ » لاكتفي به دون الخبر ، ونظير ذلك جواب من قال : «مَنْ في الدَّار » ؟ زيد في الدار ، «أو زيد فيها » ، ولو اقتصر على «زيد » لكان كافياً .
ويؤيد كونها متصلة أن الكلام يقتضي تأويله ، أي : الأمرين واقع ، وإذا صلح كانت متصلة ، إذ الجملة بتأويل المفرد .
ومفعول «الخَالِقُون » محذوف لفهم المعنى أي : «الخالقوه » .
والمعنى : أنتم تصورون منه الإنسان { أم نحن الخالقون } المقدّرون المصورون ، وهذا احتجاج عليهم ، وبيان للآية الأولى ، أي : إذا أقررتم بأنا خالقوه لا غير ، فاعترفوا بالبعث{[54965]} .
قال مقاتل : نحن خلقناكم ولم تكونوا شيئاً ، وأنتم تعلمون ذلك ، فهلاَّ تصدقون بالبعث .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.