{ قَالَ } استئناف مبني على سؤال نشأ من تفصيل جوابهم { هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ } دخل فعل السماع على غير مسموع ، ومذهب الفارسي أنه حينئذٍ يتعدى إلى اثنين ولا بد أن يكون الثاني مما يدل على صوت فالكاف هنا عنده مفعول أول والمفعول الثاني محذوف والتقدير هل يسمعونكم تدعون وحذف لدلالة قوله تعالى : { إِذْ تَدْعُونَ } عليه . ومذهب غيره أنه حينئذٍ متعد إلى واحد ، وإذا وقعت بعده جملة ملفوظة أو مقدرة فهي في موضع الحال منه إن كان معرفة وفي موضع الصفة له إن كان نكرة .
وجوز فيها البدلية أيضاً . وإذا دخل على مسموع تعدى إلى واحد اتفاقاً ، ويجوز أن يكون ما هنا داخلاً على ذلك على أن التقدير هل يسمعون دعاءكم فحذف المضاف لدلالة { إِذْ تَدْعُونَ } أيضاً عليه ، وقيل : السماع هنا بمعنى الإجابة كما في قوله صلى الله عليه وسلم : «اللهم إني أعوذ بك من دعاء لا يسمع » ومنه قوله عز وجل : { إِنَّكَ سَمِيعُ الدعاء } [ آل عمران : 38 ] أي هل يجيبونكم وحينئذٍ لا نزاع في أنه متعد لواحد ولا يحتاج إلى تقدير مضاف . والأولى إبقاؤه على ظاهر معناه فإنه أنسب بالمقام ، نعم ربما يقال : إن ما قيل أوفق بقراءة قتادة . ويحيى بن يعرم { يَسْمَعُونَكُمْ } بضم الياء وكسر الميم من أسمع والمفعول الثاني محذوف تقديره الجواب . و { إِذْ } ظرف لما مضى . وجيء بالمضارع لاستحضار الحال الماضية وحكايتها . وإما كون هل تخلص المضارع للاستقبال فلا يضر هنا لأن المعتبر زمان الحكم لا زمان التكلم وهو هنا كذلك لأن السماع بعد الدعاء ، وقال أبو حيان : لا بد من التجوز في { إِذْ } بأن تجعل بمعنى إذا أو التجوز في المضارع بأن يجعل بمعنى الماضي . واعتبار الاستحضار أبلغ في التبكيت . وقرئ بإدغام ذال { إِذْ } في تاء { تَدْعُونَ } وذلك بقلبها تاء وإدغامها في التاء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.