فقال إبراهيم - عليه السلام {[37297]}- منبهاً على فساد مذهبهم : «هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ » لا بد من محذوف ، أي : يسمعون دعاءكم{[37298]} ، أو يسمعونكم تدعون{[37299]} ، فعلى الأول هي متعدية لواحد اتفاقاً . وعلى الثاني هي متعدية لاثنين قامت الجملة المقدرة مقام الثاني ، وهو قول الفارسي{[37300]} .
وعند غيره : الجملة المقدرة حال{[37301]} . وتقدم تحقيق القولين .
وقرأ قتادة ويحيى بن يعمر بضم الياء وكسر الميم{[37297]} ، والمفعول الثاني محذوف ، أي : يسمعونكم الجواب{[37303]} .
قوله : «إذْ تَدْعُونَ » منصوب بما قبله ، فما قبله وما بعده ماضيان معنى وإن كانا مستقبلين لفظاً لعمل الأول{[37304]} في «إذْ » ولعمل «إذْ » في الثاني{[37305]} .
وقال بعضهم : «إذ » هنا بمعنى : «إذا »{[37306]} وقال الزمخشري : إنه على حكاية الحال الماضية ، ومعناه : استحضروا الأحوال التي كنتم تدعونها فيها ، هل سمعوكم إذا سمعوا{[37307]} ؟ وهو أبلغ في التبكيت{[37308]} ، وقد تقدم أنه قرىء بإدغام ذال «إذْ » وإظهارها في التاء{[37309]} . وقال ابن عطية : ويجوز فيه قياس «مذكر » ونحوه ، ولم يقرأ به أحد ، والقياس أن يكون اللفظ به «إدَّدْعون »{[37310]} والذي منع من هذا اللفظ اتصال الدال الأصلية في الفعل فكثرت المتماثلات{[37311]} ، يعني : فيكون اللفظ بدال مشددة مهملة ، ثم بدال ساكنة مهملة أيضاً .
قال أبو حيان : وهذا لا يجوز ، لأن هذا الإبدال إنما هو في تاء الافتعال بعد الدال والذال والزاي نحو : ادَّهَن ، واذّكر ، وازْدَجَر ، وبعد جيم شذوذاً نحو : «اجْدَمعوا » في «اجتمعوا » ، وفي تاء الضمير بعد الدال والزاي نحو : «فُزْدَ في فُزْتَ » و «جَلَدُّ في جَلَدْتُ »{[37312]} أو تاء «تَوْلَج » قالوا فيها : «دَوْلَج »{[37313]} وتاء المضارعة ، ليس شيئاً مما ذكر وقوله : «والذي منع . . . إلى آخره » يقتضي جوازه لو لم يوجد ما ذكر ، فعلى مقتضى قوله يجوز أن تقول في «إذْ تَخْرُج » : «إذَّ خْرُج » ولا يقول ذلك أحد ، بل يقولون : اتّخرج فيدغمون الذال في التاء{[37314]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.