روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَا نُكَلِّفُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَآ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (42)

{ والذين ءامَنُواْ } أي بآياتنا ولم يكذبوا بها { وَعَمِلُواْ } الأعمال { الصالحات } ولم يستكبروا عنها { لاَ نُكَلّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا } أي ما تقدر عليه بسهولة دون ما تضيق به ذرعاً ، والجملة اعتراض وسط بين المبتدأ وهو الموصول والخبر الذي هو جملة { أُوْلَئِكَ أصحاب الجنة } للترغيب في اكتساب ما يؤدي إلى النعيم المقيم ببيان سهولة مناله وتيسر تحصيله . وقيل : المعنى لا نكلف نفساً إلا ما يثمر لها السعة أي جنة عرضها السموات والأرض وهو خلاف الظاهر وإن كانت الآية عليه لا تخلو عن ترغيب أيضاً . وجوز أن يكون اسم الإشارة بدلاً من الموصول وما بعده خبر المبتدأ ، وما فيه من معنى البعد للإيذان ببعد منزلتهم في الفضل والشرف . وجوز أيضاً أن تكون جملة { لاَ نُكَلّفُ } الخ خبر المبتدأ بتقدير العائد أي منهم . وقوله سبحانه : { هُمْ فِيهَا خالدون } حال من { أصحاب الجنة } ، وجوز كونه حالاً من { الجنة } لاشتماله على ضميرها أيضاً والعامل فيها معنى الإضافة أو اللام المقدرة . وقيل : خبر لأولئك على رأي من جوزه . و { فِيهَا } متعلق بخالدون قدم عليه رعاية للفاصلة .