فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَا نُكَلِّفُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَآ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (42)

{ والذين آمنوا وعملوا الصالحات } أي صدقوا الله ورسوله وأقروا بما جاءهم من وحي الله وتنزيله عليه من شرائع دينه وعملوا بما أمرهم به وأطاعوه في ذلك وتجنبوا ما نهاهم عنه .

{ لا نكلف نفسا إلا وسعها } أي لا نكلف العباد إلا بما يدخل تحت وسعهم ويقدرون عليه ولا نكلفهم ما لا يدخل تحت وسعهم ، وهذه الجملة معترضة بين المبتدأ والخبر ، ومثله { لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها } قال الزجاج : الوسع ما يقدر عليه ولا يعجز عنه ، وغلط من قال أن الوسع بذلك المجهود .

{ أولئك } إشارة إلى الموصول مبتدأ وخبره { أصحاب الجنة هم فيها خالدون } .