التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{فَذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمُ ٱلۡحَقُّۖ فَمَاذَا بَعۡدَ ٱلۡحَقِّ إِلَّا ٱلضَّلَٰلُۖ فَأَنَّىٰ تُصۡرَفُونَ} (32)

قوله : { فذالكم الله ربكم الحق } هذا الذي يفعل ما بيناه فهو الرزاق من السماء والأرض ، وواهب السمع والبصر ، ومخرج الحي من الميت ، والميت من الحي ، ومدبر المر كله في العالمين ، لهو الله ربكم الحق الذي لا شك فيه ، والذي لا إله غيره . وما من إله مزعوم غيره إلا الافتراء والباطل . لذلك قال : { فماذا بعد الحق إلا الضلال } فأي شيء سوى الحق إلا الضلال ؟ وهل من شيء غير الحق إلا الباطل ؟ .

قال الرازي في هذا الصدد : إذ ثبت أن هذا هو الحق ، وجب أن يكون ما سواه ضلالا ؛ لأن النقيضين يمتنع أن يكونا حقين وأن يكونا باطلين . فإذا كانا أحدهما حقا ، وجب أن يكون ما سواه باطلا{[1976]} .

قوله : { فأنى تصرفون } أي كيف تصرفون عن عبادة الله الخالق الرازق المحيي المميت المدبر ، إلى عبادة أوثان جامدة لا تسمع ولا تبصر ولا تغني عنكم شيئا ؟


[1976]:تفسير الرازي جـ 17 ص 91 وتفسير الطبري جـ 11 ص 79، 80 والكشاف جـ 2 ص 236.