التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{قَالَتۡ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَؤُاْ إِنِّيٓ أُلۡقِيَ إِلَيَّ كِتَٰبٞ كَرِيمٌ} (29)

قوله تعالى : { قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلأ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ ( 29 ) إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ( 30 ) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ } ذهب الهدهد فألقى كتاب سليمان إلى بلقيس ، فقالت لأشراف قومها وهم الملأ : { يَا أَيُّهَا المَلأ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ } وصفت كتاب سليمان بالكرم ، لأن صاحبه سليمان كريم ، فعظمته بذلك وأجلته إجلالا . وقيل : وصفته بأنه كريم لما تضمنه كتابه من لين القول والموعظة في الدعاء إلى دين الله وإلى صراطه المستقيم .

فقد جاء كتابه لها مستعطفا مستلطفا دون فظاظة من القول ، كالسب أو الشتم أو اللعن بل كان حديثا حسنا وفي غاية التأديب والاستلطاف وذلك هو شأن الدعاة إلى الله ، إذ يدعون في لين وهوادة . كما قال سبحانه : { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة } وقال سبحانه عن موسى وهارون : { فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى } .