فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالَتۡ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَؤُاْ إِنِّيٓ أُلۡقِيَ إِلَيَّ كِتَٰبٞ كَرِيمٌ} (29)

{ قالت } بلقيس :

{ يا أيها الملأ } في الكلام حذف ، والتقدير : فذهب الهدهد فألقاه إليهم ، فسمعها تقول يا أيها الملأ { إني ألقي إلي كتاب كريم } والملأ : هم الأشراف ، سمو ملأ لأنهم يملأون العيون ، وفاعل ( ألقي ) محذوف ، قيل : لجهلها به إن لم تكن شاهدته : وقيل . لاحتقاره إن كانت رأته ، والكريم ، والمكرم المعظم .

ووصفت الكتاب بالكريم ، لكونه من عند عظيم في نفسها ، فعظمته إجلالا لسليمان . وقيل : لاشتماله على كلام حسن . وقيل : لكونه مصدرا بالبسملة . وقيل : لغرابة شأنه . وقيل : لكونه وصل إليها مختوما بخاتم سليمان ، كرامة الكتاب ختمه ، كما روى ذلك مرفوعا{[1342]} .

قال ابن المقفع{[1343]} من كتب إلى أخيه لم يختمه فقد استخف به .


[1342]:نصر الحديث هكذا، كرامة الكتاب ختمه. رواه الطبراني في الكبير عن ابن عباس والقضاعي يربط بين هذا الحديث والآية، والحديث يدور بين الضعف والوضع ونص على ضعفه الحافظ السيوطي في الجامع الصغير، فإذا عرفت مبلغ تساهل السيوطي في تصحيح الضعيف ورفع الموضوع إلى مرتبة الضعيف استطعت الحكم والله أعلم. المطيعي.
[1343]:ابن المقفع في الأدب الكبير. المطيعي.