المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{قَالَتۡ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَؤُاْ إِنِّيٓ أُلۡقِيَ إِلَيَّ كِتَٰبٞ كَرِيمٌ} (29)

في هذا الموضع اختصار لما يدل ظاهر القول عليه تقديره فألقى الكتاب وقرأته وجمعت له أهل ملكها ، و { الملأ } أشراف الناس الذين ينوبون مناب الجميع ، ووصفت «الكتاب بالكرم » إما لأنه من عند عظيم في نفسها ونفوسهم فعظمته إجلالاً لسليمان ، وهذا قول ابن زيد ، وإما أنها أشارت إلى أنه مطبوع عليه بالخاتم ، وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : «كرم الكتاب ختمه »{[9016]} وإما أنها أرادت أنه بدىء { بسم الله } ف { كريم } ضد أجْذم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «كل كلام لم يبدأ باسم الله تعالى فهو أجذم »{[9017]} .


[9016]:أخرجه الطبراني في الكبير عن ابن عباس، ولفظه فيه: (كرامة الكتاب ختمه)، ورمز له الإمام السيوطي في الجامع الصغير بأنه ضعيف.
[9017]:أخرج أبو داود عن أبي هريرة حديثين، الأول بلفظ: (كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء) والثاني بلفظ: (كل كلام لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أجذم)، ذكرهما الإمام السيوطي في الجامع الصغير ورمز لهما بالصحة.