بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قَالَتۡ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَؤُاْ إِنِّيٓ أُلۡقِيَ إِلَيَّ كِتَٰبٞ كَرِيمٌ} (29)

وروي في بعض الروايات أنها كانت نائمة في البيت ، وقد أغلقت بابها ، فدخل من الكوة ، ووضع الكتاب على صدرها . ويقال : عند رأسها . وأكثر الروايات أنه ألقاه في حجرها ، فقرأت الكتاب . قرأت فيه الخاتم ، فارتعدت وخضعت ، وخضع من معها من الجنود ، لأن ملك سليمان كان في خاتمه ، فقرأت الكتاب ، وأخبرتهم بما فيه قال مقاتل : ولم يكن في الكتاب إلا قوله : { إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ الله الرحمن الرحيم * أَلاَّ تَعْلُواْ عَلَىَّ وَأْتُونِى مُسْلِمِينَ } لأن كلام الأنبياء عليهم السلام على الإجمال ، ولا يكون على التطويل . وقال في رواية الكلبي : نكتب فيه إن كنتم من الإنس ، فعليكم بالطاعة ، وإن كنتم من الجن ، فقد عبدتم إلى قوله عز وجل : { قَالَتْ } أي المرأة { قَالَتْ ياأيها الملأ إِنّى أُلْقِىَ إِلَىَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ } يعني : حسن . ويقال : كتاب مختوم .

وروي عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « كرامة الكتاب ختمه » . ويقال : كل كتاب لا يكون مختوماً ، فهو مغلوب . ويقال : كان سليمان عليه السلام إذا كتب إلى الشياطين ختمه بالحديد ، وإذا كتب إلى الجن ختمه بالصفر ، وإذا كتب إلى الإنس ختمه بالطين ، وإذا كتب إلى الملوك ختمه بالفضة ، فجعل ختم كتابها من ذهب . ويقال : إن المرأة إنما قالت : { كِتَابٌ كَرِيمٌ } ، لأنها ظنت أنه نزل من السماء