الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{قَالَتۡ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَؤُاْ إِنِّيٓ أُلۡقِيَ إِلَيَّ كِتَٰبٞ كَرِيمٌ} (29)

قالوا : فجاؤوا وأخذوا مجالسهم فقالت لهم بلقيس : { قَالَتْ يأَيُّهَا الْمَلأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ } .

قال قتادة : حسن ، نظيره قوله

{ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ } [ الشعراء : 58 ] .

وقال ابن عباس : شريف بشرف صاحبه .

الضحاك : سمّته كريماً لأنّه كان مختوماً ، يدلّ عليه ما أخبرنا عبد الله بن حامد قال : أخبرنا أحمد بن شاذان قال : حدّثنا جبعويه بن محمد قال : حدّثنا صالح بن محمد بن محمد بن مروان عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كرامة الكتاب ختمهُ " .

وأنبأني عبد الله بن حامد قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن يوسف قال : حدّثنا عمرو قال : حدّثني أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي قال : حدّثنا إسحاق بن منصور قال : حدّثنا معاذ بن هشام قال : حدّثني أبي عن قتادة عن أنس قال : لمّا أراد نبي الله صلى الله عليه وسلم أن يكتب إلى العجم ، قيل له : أنّ العجم لا يقبلون إلاّ كتاباً عليه خاتم ، فاصطنع خاتماً ، فكأني انظر إلى بياضه في كفّه .

وقال ابن المقفّع : مَن كتب الى أخيه كتاباً ولم يختمه فقد استخفّ به لأن الختم ختم ، وقيل : سمّته كريماً لأنّه كان مصدّراً ببسم الله الرَّحْمن الرحيم