الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{قَالَتۡ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَؤُاْ إِنِّيٓ أُلۡقِيَ إِلَيَّ كِتَٰبٞ كَرِيمٌ} (29)

{ قَالَتْ يا أيها الملأ } [ النمل : 29 ] .

تعني : الأشراف : { إني أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ } وصَفَتِ الكتابَ بالكريمِ إما لأنه من عند عظيمٍ ، أو لأنه بُدِء باسمٍ كريمٍ .

ثم أخذتْ تصف لهم ما في الكتابِ ، ثم أخذتْ في حسْنِ الأدَبِ مَعَ رجَالِها ومشاورتهم في أمرها فراجعها قومُها بما يُقِرُّ عَيْنَها مِنْ إعلامِهم إيَّاها بالقوة ، والبأس . ثم سلَّمُوا الأمر إلى نَظَرِها ؛ وهذه محاورةٌ حسنة من الجميع ، وفي قراءة عبد اللّه : «ما كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْراً » [ النمل : 32 ] بالضاد من القضاء ،