التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{قَالَ أَنَا۠ خَيۡرٞ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِي مِن نَّارٖ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِينٖ} (76)

قوله : { قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ } زعم اللعين إبليس أنه أفضل من آدم ، وعلل زعمه الكاذب بأفضلية النار وهي أصله ، على الطين وهو أصل آدم ، وذلك زعم فاسد ومستهجن ليس له مستند من صحة الدليل أو سلامة المنطق إلا الاجتراء المتوقِّح الظالم ، والعُتوِّ الفظيع المغالي ؛ فإنه ما من فضل لشيء من الأشياء أو أحد من الآحاد إلا بتفضيل الله له ، وإنما التفاضل بين العباد والمخاليق بنقاوة الجوهر وسلامة الطبع وصدق الفطرة وحقيقة الإذعان لله الواحد القهار . والطين والنار كلاهما من خلْق الله ومن صنعه وتقديره ، وإنْ من أحدهما إلا ويعبد الله ويسبح بحمده ، فأنى لإبليس اللعين أن يفضّل أحدهما على الآخر ؟ !