جملة : { قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ } مستأنفة جواب سؤال مقدر ، ادعي اللعين لنفسه أنه خير من آدم ، أي ولو كنت مساويا له في الشرف لكان يقبح أن أسجد له ، فكيف وأنا خير منه ، وفي ضمن كلامه هذا أن سجود الفاضل للمفضول لا يحسن ، ثم علل ما ادعاه من كونه خيرا منه بقوله :
{ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ } وفي زعمه أن عنصر النار أشرف من عنصر الطين وأفضل منه ، لأن الأجرام الفلكية أشرف من الأجرام العنصرية ، والنار أقرب العناصر من الفلك ، والأرض أبعدها منه ، وأيضا النار لطيفة نورانية والأرض كثيفة ظلمانية ، وهما خير منهما ، وذهب عنه أن النار إنما هي بمنزلة الخادم لعنصر الطين إن احتيج إليها استدعيت كما يستدعى الخادم ، وإن استغني عنها طردت ، وأيضا فالطين يستولي على النار فيطفيها وأيضا فهي لا توجد إلا بما أصله من عنصر الأرض وأن مآل النار إلى الرماد الذي لا ينتفع به ، والطين أصل كل ما هو نام نابت كالإنسان والشجرة .
ومعلوم أن الإنسان والشجرة المثمرة خير من الرماد وأفضل ، وعلى كل حال فقد شرف آدم بشرف وكرم بكرامة لا يوازيها شيء من شرف العناصر ، وذلك أن الله تعالى خلقه بيديه ونفخ فيه من روحه ، وأمر بالسجود له والجواهر في أنفسها متجانسة ، وإنما تشرف بعارض من عوارضها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.