الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَ أَنَا۠ خَيۡرٞ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِي مِن نَّارٖ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِينٖ} (76)

ثم قال تعالى حكاية عن قول إبليس : ( أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين } أي : لم أترك السجود استكبارا عليك ، ولكن تركته لأني أفضل منه وأشرف ، إذ خَلْقِي من نار وخَلْقُه{[58594]} من طين ، والنار تأكل الطين .

وهذا كله تقريع من الله جل ذكره وتوبيخ للمشركين إذ أبوا الانقياد والإذعان لما جاءهم به محمد صلى الله عليه وسلم واستكبروا عن أن يكونوا تبعا له ، فأعلمهم الله عز وجل قصة إبليس وهلاكه باستكباره وترك إذعانه لآدم{[58595]} .


[58594]:(ح): وخلقته.
[58595]:(ح): لآدم صلى الله عليه وسلم.