التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمۡ وَأَعۡمَىٰٓ أَبۡصَٰرَهُمۡ} (23)

قوله : { أولئك الذين لعنهم الله } الإشارة عائدة إلى الذين تقدمت صفتهم من التولي – على الخلاف في تأويله - وعن الإفساد في الأرض وقطع الأرحام . وهؤلاء جميعا قد لعنهم الله بطردهم وإبعادهم من رحمته { فأصمهم } عن سماع الحق والموعظة والذكرى { وأعمى أبصارهم } أي سلبهم عقولهم فلا يتدبرون آيات الله ولا يعتبرون مما يرونه من الأدلة والعبر .

وقد وردت نصوص من السنة كثيرة توجب صلة الأرحام ورعاية أولى القربى ، وتحذر من قطع الرحم أشد تحذير ، فقد روى الإمام أحمد عن أبي بكرة ( رضي الله عنه ) قال : قال رسول الله صلى اله عليه وسلم : " ما من ذنب أحرى أن يعجل الله تعالى عقوبته في الدنيا مع ما يدخر لصاحبه في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم " وروى أحمد أيضا عن ثوبان ( رضي الله عنه ) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من سرّه النسأ{[4238]} في الأجل والزيادة في الرزق فليصل رحمه " {[4239]} .


[4238]:النسأ في الأجل: التأخير فيه. انظر المصباح المنير جـ 2 ص 273.
[4239]:تفسير الطبري جـ 26 ص 36 والكشاف جـ 3 ص 535، 536.