غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمۡ وَأَعۡمَىٰٓ أَبۡصَٰرَهُمۡ} (23)

19

ثم صرح بما فعل الله بهم واستقر عليه حالهم فقال { أولئك الذين لعنهم الله } بعدهم عن رحمته . ثم بين نتيجة اللعن قائلاً { فأصمهم } أي عن قبول الحق بعد استماعه وهذا في الدنيا { وأعمى أبصارهم } أي في الآخرة أو عن رؤية الحق والنظر إلى المصنوعات . قال بعض العلماء : إنما لم يقل فأصم آذانهم لأن الأذن عبارة عن الشحمة المعلقة ، والسمع لا يتفاوت بوجود وعدمها ، ولذلك يسمع مقطوع الأذن . وأما الرؤية فتتعلق بالبصر نفسه ، فالتأكيد هناك إنما يحصل بترك ذكر الأذن وهاهنا بذكر الأبصار والله أعلم . قال جار الله : يجوز أن يريد بالذين آمنوا المؤمنين الخلص الثابتين وذلك أنهم كانوا يأنسون بالوحي . فإذا أبطأ عليهم التمسوه ، فإذا نزلت سورة في معنى الجهاد رأيت المنافقين يضجرون منها .

/خ38