الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمۡ وَأَعۡمَىٰٓ أَبۡصَٰرَهُمۡ} (23)

قوله : { أَوْلَئِكَ } : مبتدأ ، والموصولُ خبرُه . والتقدير : أولئك المُفْسِدون ، يَدُلُّ عليه ما تقدَّم . وقوله : " فأَصَمَّهم " . ولم يَقُلْ : فَأَصَمَّ آذانَهم ، و " أَعْمى أَبْصَارهم " ولم يَقُلْ : أَعْماهم . قيل : لأنَّه لا يَلزَمُ مِنْ ذهابِ الأُذُنِ ذَهابُ السماع فلم يتعرَّضْ لها ، والأَبْصار - وهي الأعينُ - يَلْزَمُ مِنْ ذهابِها ذهابُ الإِبصارِ ولا يَرِد عليك { فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ } [ فصلت : 44 ] ونحوه لأنه دونَ الصَّمَمِ ، والصَّممُ أعظمُ منه .