( ت ) : وهو عندي بعيدٌ لقوله : { أَوْلَئِكَ الذين لَعَنَهُمُ الله } فتعيَّن التأويل الأَوَّل ، واللَّه أعلم ، وفي البخاريِّ عن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال : " لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعٌ " يعني : قاطعَ رحِمٍ ، وفيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ في رِزْقِهِ ، وَأَنْ يُنْسَأَ لَهُ في أَثَرِهِ فَليَصِلْ رَحِمَهُ " اه ، وفي «صحيح مسلم » عن عائشةَ قالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَقُولُ : مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللَّهُ ، وَمَنْ قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ " وفي رواية : " لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعٌ " وفي طريق : " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ ، وَيُنْسَأَ لَهُ في أَثَرِهِ ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ " وخرَّجه البخاريُّ من طريق أبي هريرةَ ؛ على ما تقدَّم ، وخرَّج البخاريُّ عن أبي هريرةَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال : " إنَّ اللَّهَ خَلَقَ الخَلْقَ ، حَتَّى إذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ ، قَالَتِ الرَّحِمُ : هَذَا مُقَامُ العَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ ، قَالَ : نَعَمْ ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكَ ، وأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكَ ؟ قَالَتْ : بلى يَا رَبِّ ، قَالَ : فَهُوَ لَكِ ، قال رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم : فَاقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ : { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِي الأرض وَتُقَطّعُواْ أَرْحَامَكُمْ } " وفي رواية : قال الله : " مَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ ، وَمَنْ قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ " انتهى .
وروى أبو داودَ في «سُنَنِهِ » عن عبد الرحمن بن عَوْفٍ قال : سمعتُ رسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول : " قَال اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : أنا الرحمن ، وَهِيَ الرَّحِمُ شَقَقْتُ لَهَا مِنْ اسْمِي ، مَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ ، وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ " . انتهى .
وقوله تعالى : { أَوْلَئِكَ الذين لَعَنَهُمُ الله } إشارة إلى المرضى القلوب المذكورين .
وقوله : { فَأَصَمَّهُمْ وأعمى أبصارهم } : استعارةٌ لعدم فهمهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.