قوله : «أُلَئِكَ » مبتدأ ، والموصول خبره والتقدير : أولئك المفسدون يدل عليه ما تقدم{[51454]} . وقوله : «فَأَصَمَّهُمْ » ولم يقل : «فَأَصَّم آذَانَهُمْ » و«أَعْمَى أَبْصَارَهُمْ » ولم يقل أعمارهم ، قيل : لأنه لا يلزم من ذهاب الإذن ذهاب السمع فلم يتعرض لها ، والأبصار{[51455]} وهي الأعين يلزم من ذهابها ذهاب الإبْصار ولا يرد عليك قوله : { وفي آذَانِهِمْ وَقْراً } ونحوه [ الأنعام : 25 ] و [ الإسراء : 46 ] و [ الكهف : 57 ] لأنه دون الصَّمَم والصَّممُ أعظم منه فقال : أصمهم من غير ذكر الأذن ، وقال : «أعْمَى أبْصَارَهُمْ » مع ذكر العين ؛ لأن البَصَرَ ههنا بمعنى العين ولهذا جمعه بالأبْصار ولو كان مصدراً لما جمع ، فلم يذكر الأذن ؛ إذْ لاَ مَدْخَلَ لها في الإصمام وذكر العين ، لأن لها مدخلاً في الرُّؤية ، بل هي الكل بدليل أنه الآفة في غير هذا الموضع لما أضافها إلى الأذن سماها وقراً فقال تعالى حاكياً عنهم : { وَفِي آذانِنَا وَقْرٌ } [ فصلت : 5 ] والوَقْر دون الصَّمَم{[51456]} .
{ أولئك الذين لَعَنَهُمُ الله } إشارة إلى من سبق ذكرهم من المنافقين ، أبعدهم الله عنه أو عن الخبر الخير فأصمهم لا يسمعون الكلام المبين وأعمى أبصارهم عن الحق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.