البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمۡ وَأَعۡمَىٰٓ أَبۡصَٰرَهُمۡ} (23)

{ أولئك } إشارة إلى المرضى القلوب ، { فأصمهم } عن سماع الموعظة ، { وأعمى أبصارهم } عن طريق الهدى .

وقال الزمخشري : لعنهم الله لإفسادهم وقطعهم الأرحام ، فمنعهم ألطافه ، وخذلهم حتى عموا . انتهى .

وهو على طريق الاعتزال .

وجاء التركيب : فأصمهم ، ولم يأت فأصم آذانهم ؛ وجاء : وأعمى أبصارهم ، ولم يأت وأعمامهم .

قيل : لأن الأذن لو أصمت لا تسمع الإبصار ، فالعين لها مدخل في الرؤية ، والأذن لها مدخل في السمع . انتهى .

ولهذا جاء : { وعلى سمعهم } { وجعل لكم السمع } ولم يأت : وعلى آذانهم ، ولا يأتي : وجعل لكم الآذان .

وحين ذكر الأذن ، نسبت إليه الوقر ، وهو دون الصمم ، كما قال : { وفي آذاننا وقر }