التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{إِنَّمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَأَوۡلَٰدُكُمۡ فِتۡنَةٞۚ وَٱللَّهُ عِندَهُۥٓ أَجۡرٌ عَظِيمٞ} (15)

قوله : { إنما أموالكم وأولادكم فتنة } يعني ما أموالكم وأولادكم إلا بلاء عليكم ومنحة ، في الدنيا إذ يحملونكم على فعل الإثم ، والتفريط في حق الله وطاعته فالأموال تجنح بها القلوب نحو الدنيا وزينتها للاستزادة والاستكثار . أما الأولاد فإنهم يرققون القلوب أيما ترقيق ليعطفوها عن الاستقامة والعدل . فما تلبث هاتيك القلوب أن تجنح للحيف أو التفريط في حق الله . وفي ذلك روى الترمذي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب . فجاء الحسن والحسين ( عليهما السلام ) وعليهما قميصان أحمران ، يمشيان ويعثران ، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم فحملهما ووضعهما بين يديه ثم قال : " صدق الله عز وجل { إنما أموالكم وأولادكم فتنة } . نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما " ثم أخذ في خطبته .

قوله : { والله عنده أجر عظيم } المراد بالأجر العظيم الجنة . فإن الله يؤتيها المؤمنين من عباده الذي آثروا طاعة ربهم على الجنوح للمعصية والافتتان بالأموال والأولاد .