بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِنَّمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَأَوۡلَٰدُكُمۡ فِتۡنَةٞۚ وَٱللَّهُ عِندَهُۥٓ أَجۡرٌ عَظِيمٞ} (15)

ثم قال : { إِنَّمَا أموالكم وأولادكم فِتْنَةٌ } يعني : الذين بمكة بلية لا يقدر الرجل على الهجرة . روي ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا ، فأقبل الحسن والحسين يمشيان ويعثران . فلما رآهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ، نزل إليهما وأخذهما واحداً من هذا الجانب ، وواحداً من هذا الجانب . ثم صعد المنبر ، فقال : «صَدَقَ الله { إِنَّمَا أموالكم وأولادكم فِتْنَةٌ } . لَمَّا رَأَيْتُ هاذين الغُلامَيْنِ ، لَمْ أَصْبِرْ أَنْ قَطَعْتُ كَلامِي ، وَنَزَلْتُ إِلَيْهِمَا » . ثم أتم الخطبة . ثم قال : { والله عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } أي : ثواب عظيم ، لمن آمن ولمن لم يعص الله تعالى لأجل الأموال والأولاد وأحسن إليهم .