الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{إِنَّمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَأَوۡلَٰدُكُمۡ فِتۡنَةٞۚ وَٱللَّهُ عِندَهُۥٓ أَجۡرٌ عَظِيمٞ} (15)

{ فِتْنَةٌ } بلاء ومحنة ، لأنهم يوقعون في الإثم والعقوبة ، ولا بلاء أعظم منهما ؛ ألا ترى إلى قوله : { والله عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } وفي الحديث : " يؤتى برجل يوم القيامة فيقال : أكل عياله حسناته " وعن بعض السلف : العيال سوس الطاعات . وعن النبي صلى الله عليه وسلم : " أنه كان يخطب ، فجاء الحسن ، والحسين وعليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان ، فنزل إليهما فأخذهما ووضعهما في حجره على المنبر فقال : «صدق الله { إِنَّمَا أموالكم وأولادكم فِتْنَةٌ } رأيت هذين الصبيين فلم أصبر عنهما " ثم أخذ في خطبته . وقيل : إذا أمكنكم الجهاد والهجرة فلا يفتنكم الميل إلى الأموال والأولاد عنهما .