الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَأَوۡلَٰدُكُمۡ فِتۡنَةٞۚ وَٱللَّهُ عِندَهُۥٓ أَجۡرٌ عَظِيمٞ} (15)

ثم قال : ( إنما أموالكم [ وأولادكم ] {[68628]} فتنة . . . )[ 15 ] .

أي : بلاء عليكم في الدنيا {[68629]} .

وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى {[68630]} الحسن {[68631]} والحسين {[68632]} عليهما قميصان أحمران يعثران {[68633]} ويقومان ، وهو يخطب ، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخذهما فرفعهما ووضعهما في حجره ثم قال : صدق الله ( إنما أموالكم وأولادكم فتنة ) رأيت هذين فلم أصبر ، ثم أخذ في خطبته {[68634]} .

ثم قال : ( والله عنده أجر عظيم ) [ 15 ] .

أي : ( ثواب عظيم إذا أنتم خالفتم الأزواج والأولاد في طاعة الله .

قال قتادة : ( أجر عظيم ) : الجنة {[68635]} .


[68628]:- ساقط من م.
[68629]:- انظر جامع البيان:28/126.
[68630]:- أ:رأي.
[68631]:- هو الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد الله بن هاشم، أمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أتى البصرة والكوفة، توفي بالمدينة 49 ه، يكنى أبا محمد، وصلى عليه سعيد بن العاص وهو أمير المدينة. ا نظر: طبقات ابن خياط: 5 والمحبر:18، وتهذيب الأسماء 1/158 والأعلام 2/179 -180.
[68632]:- هو الحسين بن علي بن أبي طالب أخو الحسن وأمه فاطمة الزهراء، أبو عباد الله الشهيد، قتل في خلافة يزيد بكربلاء سنة 61هـ
[68633]:- أ: يقعدان
[68634]:- أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب: الإمام يقطع الخطبة للأمر يحدث، ح:1109. والترمذي في كتاب المناقب، مناقب أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب والحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم. ح: 3863. وقال: "حسن غريب"، والنسائي في كتاب الجمعة، باب نزول الإمام عن المنبر قبل فراغه من الخطبة وقطعه كلامه ورجوعه إليه يوم الجمعة:3/108. وابن ماجة في كتاب اللباس، باب لباس الأحمر للرجال، ح:3600. والإمام أحمد في مسنده: 5/354. كلهم عن عبد الله بن بريدة عن أبيه. باختلاف يسير في اللفظ.
[68635]:- انظر: جامع البيان: 28/126 وتفسير الماوردي :4/248.