التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور  
{لَكُنَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلۡمُخۡلَصِينَ} (169)

وفي جملة { لكُنَّا عِبَاد الله المخلصين } صيغة قصر من أجل كون المسند إليه معرفة بالإِضمار والمسند معرفة بالإِضافة ، أي لكنا عباد الله دون غيرنا ، ولما وصف المسند ب { المخلصين } وهو معرَّف بلام الجنس حصل قصر عباد الله الذين لهم صفة الإِخلاص في المسند إليه ، وهذا قصر ادعائي للمبالغة في ثبوت صفة الإِخلاص لهم حتى كانوا شبيهين بالمنفردين بالإِخلاص لعدم الاعتداد بإخلاص غيرهم في جانب إخلاصهم . وهو يؤول إلى معنى تفضيل أنفسهم في الإِخلاص لله حينئذٍ ، كما صرح به في قوله تعالى : { أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم } [ الأنعام : 157 ] .