التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور  
{وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَٱسۡتَكۡبَرُواْ عَنۡهَآ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (36)

جملة : { والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار } معطوفة على جملة { فمن اتَّقى وأصلح } . والرَابط محذوف تقديره : والذين كفروا منكم وكذّبوا .

والاستكبار مبالغة في التّكبّر ، فالسين والتّاء للمبالغة . وهو أن يعُد المرء نفسه كبيراً أي عظيماً وما هو به ، فالسّين والتاء لعد والحسبان ، وكلا الأمرين يؤذن بإفراطهم في ذلك وأنّهم عَدَوْا قدرهم .

وضمن الاستكبار معنى الإعراض . فعلّق به ضمير الآيات . والمعنى : واستكبروا فأعرضوا عنها .

وأفاد تحقيق أنّهم صائرون إلى النّار بطريق قصر ملازمة النّار عليهم في قوله : { أولئك أصحاب النار } لأنّ لفظ أصحاب مؤذن بالملازمة . وبما تدلّ عليه الجملة الاسميّة من الدّوام والثّبات في قوله : { هم فيها خالدون } .