ولما ذكر المصدق ، أتبعه المكذب فقال { والذين كذبوا بآياتنا } أي على ما لها من العظمة بإضافتها إلينا ؛ ولما كان التكذيب قد يكون عن شبهة أو نوع من العذر ، نفى ذلك بقوله : { واستكبروا عنها } أي أوجدوا الكبر إيجاد من هو طالب له عظيم الرغبة{[32200]} فيه ، متجاوزين عنها إلى أضداد ما دعت إليه .
ولما ذلك ليس سبباً حقيقياً للتعذيب ، وإنما هو كاشف عمن ذرأه الله لجهنم لإقامة الحجة عليه ، أعري عن الفاء قوله : { أولئك } أي البعداء البغضاء { أصحاب النار } ولما كان صاحب الشيء هو الملازم له المعروف به ، قال مصرحاً بذلك : { هم{[32201]} } أي خاصة ليخرج العاصي من غير تكذيب ولا استكبار{[32202]} { فيها{[32203]} } أي النار خاصة ، وهي تصدق بكل طبقة من طبقاتها { خالدون* } فقد تبين أن إثبات الفاء أولاً للترغيب في الاتباع ، وتركها{[32204]} ثانياً للترهيب من شكاسة الطباع ، فالمقام في الموضعين خطر ، ولعل من فوائده الإشارة إلى أنه إذا بعث رسول وجب على كل من{[32205]} سمع به أن يقصده لتحرير أمره ، فإذا بان له صدقه تبعه ، وإن تخلف عن ذلك كان مكذباً - الله الموفق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.