محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَٱسۡتَكۡبَرُواْ عَنۡهَآ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (36)

[ 36 ] { والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ( 36 ) } .

{ والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا } أي تكبروا { عنها } فلم يؤمنوا بها { أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } :

تنبيه :

قال الجشمي : تدل الآية على وجوب اتباع الرسل ، وقبول ما يؤدون . وتدل على أن الصلاح في الرسل أن تكون من جملة من بعث إليهم ، لأنهم يكونون بطريقته أعرف ، ومن النفار عنه أبعد ، وإلى السكون إليه أقرب . وتدل على أن الغرض بالرسول ما يؤدي من الأدلة ، فلذلك قلنا لا يجوز أن يكون رسولا إلا ومعه ما يؤديه : وتدل على أن الجنة تنال بشيئين : / بالأعمال الصالحة ، واتقاء المعاصي ، فبطل قول المرجئة . وتدل على أن المؤمن في الآخرة لا يخاف ولا يحزن ، خلاف ما يقوله الأحسدية ( كذا ) والحشوية- هكذا قاله أكثر أصحابنا- .

وقال أبو بكر أحمد بن علي : قوله : { فلا خوف عليهم } كقول الطبيب للمريض ( لا بأس عليك ) يعني أن أمره يؤول إلى العافية . وليس هذا بالوجه لأنه نفى الخوف والحزن مطلقا . وتدل على الوعيد للمكذبين ، كما تدل على الوعد للمطيعين ، ترغيبا وترهيبا . وتدل على أن التقوى والصلاح والتكذيب فعل العبد ، فبطل قولهم في المخلوق والاستطاعة . انتهى كلامه رحمه الله .