المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنۡ غِسۡلِينٖ} (36)

ونفى أن يكون له طعام { إلا من غسلين } ، وقال محمد بن المستنير : «الحميم » الماء السخن ، فكأنه تعالى أخبر أن الكافر ليس له ماء ولا شيء مائع { ولا طعام إلا من غسلين } ، و «الغسلين » فيما قال اللغويون : ما يجري من الجراح إذا غسلت ، وقال ابن عباس : هو صديد أهل النار . وقال قتادة وابن زيد : الغسلين والزقوم أخبث شيء وأبشعه ، وقال الضحاك والربيع : هو شجر يأكله أهل النار ، وقال بعض المفسرين : هو شيء من ضريع النار ، لأن الله تعالى قد أخبر أنهم ليس لهم طعام { إلا من غسلين } ، وقال في أخرى :

{ من ضريع }{[11298]} [ الغاشية : 6 ] فهما شيء واحد أو اثنان متداخلان ، ويحتمل أن يكون الإخبار هنا عن طائفة وهناك عن طائفة ، ويكون الغسلين والضريع متباينين على ما يفهم منهما في لسان العرب وخبر ليس في به ، قال المهدوي : ولا يصح أن يكون هاهنا .

قال القاضي أبو محمد : وقد يصح أن يكون هنا ذلك إن شاء الله .


[11298]:وذلك في قوله تعالى: {ليس لهم طعام إلا من ضريع}. الآية 6 من سورة الغاشية.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنۡ غِسۡلِينٖ} (36)

{ ولا طعام } عطف على { حميم .

والغِسلين : بكسر الغين ما يدخل في أفواه أهل النار من المواد السائلة من الأجساد وماء النار ونحو ذلك مما يعلمه الله فهو عَلَم على ذلك مثل سِجين ، وسرقين ، وعِرنين ، فقيل إنه فِعْلِين من الغَسل لأنه سَالَ من الأبدان فكأنه غُسل عنها . ولا مِوجب لبيان اشتقاقه .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنۡ غِسۡلِينٖ} (36)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{ولا} وليس له {طعام إلا من غسلين} يعني الذي يسيل من القيح والدم من أهل النار، يعني فليس له شراب إلا من حميم من عين من أصل الجحيم.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

ولا له طعام -كما كان لا يحضّ في الدنيا على طعام المسكين- إلا طعام من غسلين، وذلك ما يسيل من صديد أهل النار. وكان بعض أهل العربية من أهل البصرة يقول: كلّ جرح غسلته فخرج منه شيء فهو غسلين.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

... فعلى ما كانوا يفتخرون في هذه الدنيا بالأطعمة على من دونهم، ويهينون من لم يكن عنده ذلك الطعام، جعل الله تعالى لهم من ذلك الوجه طعاما في الجحيم، يهانون به.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما نفى عنه الجاه لانسلاخه من حزب الملك الولي الودود، وتحيزه إلى حزب الشيطان العدو الجحود، أتبعه المقصود بالمال الذي تنشأ عنه جميع الاستمتاعات ويقصد عنده الاجتماع والأنس بالأصحاب لإخلاده إلى ماله وإعراضه عن عيال الملك لأجل ضعفهم الذي وهبه المال وأمره بمواساتهم فيه فقال: {ولا طعام} ولما كان الاستثناء معياراً للعموم قال: {إلا من غسلين} أي غسالة أهل النار من فيحهم وصديدهم، فعلين من الغسل، ويلزم من هذا الطعام أن يكون تحت غيره ليسيل ماء غسالته إليه.

روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي 1270 هـ :

وأخرج الحاكم وصححه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم:

"لو أن دلواً من غسلين يهراق في الدنيا لأنتن بأهل الدنيا".

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

والغِسلين: بكسر الغين ما يدخل في أفواه أهل النار من المواد السائلة من الأجساد وماء النار ونحو ذلك مما يعلمه الله، فهو عَلَم على ذلك.