المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{وَنَبِّئۡهُمۡ عَن ضَيۡفِ إِبۡرَٰهِيمَ} (51)

قرأ أبو حيوة «ونبهُم » بضم الهاء من غير همز ، وهذا ابتداء قصص بعد انصرام الغرض الأول{[7186]} ، و { ضيف } مصدر وصف به فهو للواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث بلفظ واحد كعدل وغيره ، قال النحاس وغيره : التقدير عن أصحاب ضيف .

قال القاضي أبو محمد : ويغني عن هذا أن هذا المصدر عومل معاملة الأسماء كما فعل في رهن ونحوه ، والمراد ب «الضيف » هنا الملائكة الذين جاؤوا لإهلاك قوم لوط وبشروا إبراهيم ، وقد تقدم قصصهم .


[7186]:في قوله تعالى: {نبيء عبادي} الآية ترجيح لجهة الخير، لأن الله تبارك وتعالى أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بهذا التبليغ فكأن الله أشهده على نفسه بالتزام المغفرة والرحمة، ولأنه أضاف العباد إليه و في هذا تشريف لهم، ولأنه أكد اسم [أن] بقوله: (أنا)، وأدخل (أل) على صفتي الغفران والرحمة، وجاء بهما في صيغة المبالغة، وبدأ بالصفة السارة وهي الغفران، ثم أتبعها بالصفة التي نشأ عنها الغفران و هي الرحمة، وقد أخرج مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من رحمته أحد).